أخبرنا أستاذي يوما *** عن شيء يدعى
الحرية
قصتي مع الحرية!!!؟
أخبرنا أستاذي يوماً *** عن شيء يدعى الحرية
فسألت الأستاذ بلطف *** أن يتكلم بالعربية ؟!
ما هذا اللفظ وما تعني *** وأية شئ حرية؟!!
هل هي مصطلح يوناني *** عن بعض الحقب الزمنية ؟!
أم أشياء نستوردها *** أو مصنوعات وطنية ؟!!
فأجاب معلمنا حزناً *** وانساب الدمع بعفوية
قد أنسوكم كل التاريخ *** وكل القيم العلوية
أسفي أن تخرج أجيال *** لا تفهم معنى الحرية
لا تملك سيفاً أو قلماً *** لا تحمل فكراً و هوية !!
وعلمت بموت مدرسنا *** في الزنزانات الفردية
فنذرت لئن أحياني الله *** وكانت بالعمر بقية
لأجوب الأرض بأكملها *** بحثاًَ عن معنى الحرية
***
وقصدت نوادي أمتنا ***
أسألهم أين الحرية ؟!!
فتواروا عن بصري هلعاً !!
وكأن قنابل ذرية
ستفجر فوق رؤوسهم *** وتبيد جميع البشرية
وأتى رجل يسعى وجلا *** وحكا همساً وبسرّية
لا تسأل عن هذا أبداً *** أحرف كلماتك شوكية
إرحل فتراب مدينتنا *** يحوي أذاناً مخفيّة !
تسمع ما لا يحكى أبداً *** وترى قصصاً بوليسية
ويكون المجرم حضرتكم *** والقاضي حامي الشرعية
ويلفق حولك تدبير *** لإطاحة نظم ثورية
وببيع روابي بلدتنا *** يوم الحرب التحريرية!
وبأشياء لا تعرفها *** وخيانات للقومية
وتساق إلى ساحات الموت *** عميلا للصهيونية!!
واختتم النصح بقولته *** وبلهجته التحذيرية
لم أسمع شيئاً لم أركم *** ما كنا نذكر حرية
هل تفهم؟ عندي أطفال *** كفراخ الطير البرية
***
وذهبت إلى شيخ الإفتاء ***
لأسأله ما الحرية؟
!
فتنحنح يصلح جبته *** ورمى بنظرة نارية
اسمع يا ولدي معناها *** وافهم أشكال الحرية
ما يمنح مولانا يوما *** بقرارات جمهورية
والسير بضوء فتاوانا *** والأحكام القانونية
وكلامك فيه مغالطة *** وبه رائحة كفرية
هل تحمل فكر أزارقة؟ *** أم تنحو نحو حرورية؟؟
واحذر من أن تعمل عقلا *** بالأفكار الشيطانية
واسمع إذ يلقى مولانا *** خطباً كبرى تاريخية
هي نور الدرب و منهجه *** وهي الأهداف الشعبية
ما عرف الباطل في القول *** أو في فعل أو نظرية
من خالف رأي مولانا *** فنهايته مأساوية
لو يأخذ مالك أجمعه *** أو يسبي كل الذرية
أو يجلد ظهرك تسلية *** وهوايات ترفيهية
أو يصلبك ويقدمك *** قرباناً للماسونية
فله ما أبقى أو أعطى *** لا يسأل عن أي قضية
ذات السلطان مقدسة *** فيها نفحات علوية
قد قرر هذا يا ولدي *** في فقرات دستورية
لا تصغي يوماً يا ولدي *** لجماعات إرهابية
لا علم لديهم لا فهما *** لقضايا العصر الفقهية
يفتون كما أفتى قوم *** من سبع قرون زمنية
تبعوا أقوال أئمتهم من أحمد لابن الجوزية
أغرى فيهم بل ضللهم *** سيدهم ابن التيمية
و نسوا أن الدنيا تجري *** لا تبقى فيها الرجعية
والفقه يدور مع الأزمان *** كمجموعتنا الشمسية
وزمان القوم مليكهم *** فله منا ألف تحية
وكلامك معنا يا ولدي *** أسمى درجات الحرية
فخرجت وعندي غثيان *** و صداع الحمى التيفية
و سألت النفس أشيخ هو؟ *** أم من أتباع البوذية؟!
أو سيخي أو وثني من **** بعض الملل الهندية؟!
***
ووصلت إلى بلاد السَكْسَون ***
لأسألهم عن الحرية
فأجابوني (سوري.. سوري) *** نو حرية نو حرية
من أدراهم أني سوري *** ألأني أطلب حرية؟!!
***
وسألت المغتربين وقد ***
أفزعني فقد الحرية
هل منكم أحد يعرفها *** أو يعرف وصفاً ومزية؟ !
فأجاب القوم بآهاااات *** أيقظت هموما منسية
لو رزقناها ما هاجرنا *** و تركنا الشمس الشرقية
بل طالعنا معلومات *** في المخطوطات الأثرية
أن الحرية أزهار *** ولها رائحة عطرية
كانت تنمو بمدينتنا *** وتفوح على الإنسانية
ترك الحراس رعايتها *** فرعتها الحمر الوحشية
و سألت أديبًا من بلدي *** هل تعرف معنى الحرية؟!
فأجاب بآهاااات حري *** لا تسألنا نحن رعية
***
وذهبت إلى صناع الرأي ***
وأهل الصحف الدورية
ووكالات وإذاعات *** ومحطات تلفازية
وظننت بأني لن أعدم *** من يفهم معنى الحرية
فإذا بالهرج قد استعلى *** وأقيمت سوق الحرية
وخطيب طالبَ في شمم *** أن تلغى القيم الدينية
وبمنع تداول أسماء *** و مفاهيم إسلامية
وإباحة فجر و قمار *** و فعال الأمم اللوطية
وتلاه امرأة مفزعة *** كسنام الإبل البختية
وبصوت يقصف هدار *** بقنابلها العنقودية
إن الحرية أن تشبع *** نار الرغبات الجنسية
الحرية فعل سحاق *** ترعاه النظم الدولية
كي لا ينمو الإسلام *** ولا تأتي قنبلة بشرية
هي خمر يجري و سفاح *** و نواد الرقص الليلية
وأتى سيّدهم مختتماً *** نادي أبطال الحرية
و تلى ما جاء الأمر به *** من دار الحكم المحمية
أمر السلطان و مجلسه *** بقرارات تشريعية
تقضي أن يعتقل مليون *** وإبادة الأفكار الرجعية
فليحفظ ربي مولانا *** و يديم ظلال الحرية
فبمولانا وبحكمته *** ستصان حياض الحرية
ناديت أيا أهل الإعلام *** أهذا معنى الحرية ؟!
فأجابوني بإستهزاء *** وبصيحات هيستيرية
الظن بأنك رجعي *** أو من أعداء الحرية
وانشق الباب وداهمني *** رهط بثياب الجندية
هذا لكما هذا ركلا *** ذاك بأسفل البندقية
اخرج خَبَر من تعرفهم *** من أعداء للحرية
***
وقصدت منظمة الأمم *** ولجان العمل الدولية
وسألت مجالس أمتهم *** والهيئات الإنسانية
ميثاقكم يعني شيئاً *** بحقوق البشر الفطرية؟
أو أن هناك قرارات *** عن حد وشكل الحرية؟!
قالوا الحرية أشكال *** ولها أسس تفصيلية
حسب البلدان و حسب الدين ***و حسب أساس الجنسية
ديني الإسلام و كذا وطني *** وولدت بأرض عربية
حريتكم حددناها *** بثلاث بنود أصلية
فوق الخازوق لكم علم *** والحفل بيوم الحرية
ونشيد يظهر أنكم *** أنهيتم شكل التبعية
***
ووقفت بمحراب التاريخ ***
لأسأله ما الحرية
فأجاب بصوت مهدود *** يشكو أشكال الهمجية
إن الحرية أن تحيا *** عبدا لله بكلية
وفق القرآن ووفق الشرع *** ووفق السنن النبوية
لا حسب قوانين طغاة *** أو تشريعات أرضية
وضعت كي تحمي ظلاما *** وتعيد القيم الوثنية
والحرية لا تعطيه *** هيئات الأمم الكفرية
ومحافل شرك وخداع *** من تصميم الماسونية
الحرية لا تستجدي *** من سوق النقد الدولية
والحرية لا تمنحها *** هيئات البر الخيرية
الحرية نبت ينمو *** بدماء حرة وزكية
تؤخذ قصرا تبني صرحا *** يرعى بجهاد وحمية
يعلو بسهام ورماح *** ورجال عشقوا الحرية
أسمع ما أملي يا ولدي *** وأرويه لكل البشرية
إن تغفل عن سيفك يوماً *** فانسى موضوع الحرية
فغيابك عن يوم لقاء *** هو نصر للطاغوتية
والخوف لضيعة أموال *** أو أملاك أو ذرية
لن يرفع فرعون رأسا ***إن ظل بالعمر بقية