بيت لحم- معا- واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي اليوم الجمعة نشاطها العسكري في خربة صافا القريبة من بلدة بيت أمر شمال الخليل، والتي كانت اقتحمتها بعد ظهر أمس إثر إقدام فلسطيني على قتل مستوطن وإصابة آخر بفأس في مستوطنة "بيت عاين" المجاورة للخربة، والفرار من المكان.
وأفاد أهالي صافا في اتصال بوكالة "معا" أن جرافات الجيش الاسرائيلي شرعت منذ صباح اليوم بإغلاق عدد من الطرق الفرعية لعزل الخربة عن محيطها، وواصلت الاستيلاء على ثلاثة منازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، تعود ملكيتها لكل من: أحمد إسماعيل قوقاس، وغازي أحمد عادي، وعصام إبراهيم عادي.
وأكد أهالي الخربة تعرض ستة منازل على الأقل لأضرار مادية عندما أقدم جنود الإحتلال على فتح أبوابها بالقوة وتكسير زجاجها وأثاثها أثناء عمليات التفتيش الواسعة التي جرت امس وفجر اليوم، بحجة البحث عن منفذ عملية مستوطنة "بيت عاين".
واعتقلت قوات الاحتلال حتى الآن ثلاثة مواطنين خلال نشاطها العسكري في صافا هم: الشقيقان فادي وشادي هاني نمر عادي، ومحمد عارف نمر درويش، وجميعهم في بداية العشرينات من العمر، وقد جرى اعتقالهم بعد أن أجبرت قوات الاحتلال عشرات الشبان على التجمع في ساحة مدرسة الخربة وحققت معهم، قبل أن تعود وتفرج عنهم بعد حوالي تسع ساعات من الاحتجاز.
وقال شهود عيان يقطنون في الجهة الشرقية لخربة صافا إن عدداً من المستوطنين قدموا مساء أمس على دراجات الى أطراف الخربة في محاولة لتنفيذ اعتداءات على المواطنين إلا أن قوات الاحتلال التي تتواجد بكثافة وتفرض منع التجول على المواطنين منعتهم من دخول الخربة، واعادتهم ادراجهم.
ولا تبعد مستوطنة "بيت عاين" التي يقطنها مستوطنون متطرفون سوى كيلو متر هوائي واحد عن خربة صافا، ويفصلها عن الخربة جبل ووادي، وكثيراً ما تشهد العلاقات توتراً بسبب اعتداءات المستوطنين على ممتلكات المواطنين الفلسطينيين في تلك المنطقة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت أمس أن والد المصاب في العملية يقبع في السجن لقضاء حكم بالسجن مدته 15 عاماً أمضى منها سبعة أعوام لقيامه بعمليات ضد الفلسطينيين، من بينها عملية زرع عبوات ناسفة في مدرسة للبنات في القدس، فيما ينتمي والد القتيل إلى منظمة "أمناء جبل الهيكل" المتطرفة وله صلات بنشاطات تلك المنظمة التي تحرض على الفلسطينيين وتسعى لبناء هيكل على انقاض المسجد الاقصى بعد أن يتمكن اليهود من هدمه، حسب افكار تلك المنظمة.